علاء خالد
مدخل العمارة اللى خالى كان ساكن فيها كانت ريحتها ملبن و كيك , روايح مسكرة ده لإن كان عند المدخل محل صغير بيبيع الحاجات الحلوه , كان معروف و بيتقال على طول ان ماما الوحيدة اللى كانت بتفطر من بيت خالى بس من عنده , حتى يوم اجازته مكانتش بتفـطر لأنها كانت بتحب حـلـوياته سخـنه
معموله بالملبن , حجازية , كنافة بالكريمة , كيك , قطايف
و اللى انا كنت بنطقها دايماً قطايز , كان البيت كله عند خالى بيضحكوا على نطقى للكلمة و بيفضلوا يطلبوا منى انطقها
- حتشترى ايه
اقول : قطايز
غالباً هما كانوا بياخدونى حجه عشان يسمعوا الكلمة , وقعها كان طيز , لأنى عرفت بعد كده ان ده اقرب نطق لها , بصراحة حتى لما كبرت شوية فضلت ارددها قطايز عشان يضحكوا عليها و اشبع عندهم رغبة قول الألفاظ القبيحة من خلالى.
المدخل اللى كانت ريحته مسكرة ده , كان لعمارة شكلها قديم أوى , مدخل واسع سلالم فسلالم و ترابزين , و اللى كان كان فيه أكتر من سلمة مكسورة و أكتر من حادثة موت , لجدتى , و مرات خالى , و أم سكر. مش بسببه لكن كانت واقعتهم الأخيرة عنده .
السلالم كانت مش نضيفة خالص , فيه فى الدور الأول الشقة اللى مقـسومة مع محل الحلويات , كان فيه ست عايشه فيه مع بناتها التلاته و اللى دايماً لابسين كمبليزونات على السلم , يا عينى كانو بيتعبوا أوى فى تنضيف سلالم العمارة مع بنات خالى , و برضو كانت بتبان مش نضيفة لأنهم كانو بس بينضفوا الحتت اللى فى السلالم المنحولة من رجلين الناس اللى طالعه و نازله , و كان بيتبقى سواد بلك كده على الجناب , أنا كنت بتأخر كتير على ماما و انا باجيب لها فطارها من عند عم زين العابدين .. إسمه كان حلو .. كمان الوقفه ادام السلالم و البنات بالكمبليزونات بيمسحوه كانت أحلى , وسطهم كان بيوجعهم أوى , أنا كمان قلبى بيوجعنى أوى , برغم انى عشت كتير على السلم ده إلا إنه كان شكله بيرعبنى , فيه شباك كبير أوى .. واسع فى نص السلالم بين الدور الأرضى و الأول , و كان منظر كبير للحيطان من المنور و المواسير , على العموم الفيران و السحالى و العِرس و كل الحشرات الصغيرة كانت زهقت من المرور مختفية , لأن الشباك واسع أوى و مفتوح على طول , كان سيرهم ببطء و برواقة على المواسير من خلال الشباك .. منظر طبيعى جدا للعمارة.
بيت خالى كان قديم من بيوت زمان , الأرضية خشب بنى باركيه و السقف بعيد , و الشبابيك جواها شبابيك صغيرة عشان ماتفتحهاش كلها , باب الشقة كان ريحته تراب لو للتراب ريحه , اصل الجزم و الشباشب بتتجمع و تتساب عند المدخل ادام الباب , ريحة الأوضة الكبيرة كانت بُن و معسل , كل يوم خلانى الاتنين بيسهروا على أفلام الفيديو الهندى و لعب الدومينو و الطاوله , احنا كنا بنقعد نتفرج و نشجع بحماس , اللى كان بيخسر كان بيجيب أيس كريم و بيبسى لكل الموجودين , سهر للليل كله , أنا ساعة لما كان يتبقى شوية بيره فى كوباية خالى سليمان أو قبارى كنت باخدها المطبخ و احط عليها تلات معالق سكر عشان تتشرب .
أنا كنت بقعد كتير لوحدى على الكنبه العربى جنب الباب , باب الشقة كان دايما مفتوح حتى بالليل لانهم زهقوا كتير كانوا بيخرجوا و يدخلوا .. خالى و خالى التانى كانوا بيشتغـلوا فى التحف و النجف , كان باين فى بيتهم الحاجات جميلة و منقوشة و نقوشها صغيرة أوى , أنا كنت باقدر أوى الحاجات دى أكيد الصنايعى ( الفنان ) كان بيقعد كتير ينمنم فى نقوش صغيرة . ده متعب أوى .. الاسبوع كنت باعرفه انه عدى لما اشم ريحة سردين فى الفرن .. سردين بالليمون و شرايح البطاطس و زعتر , لان بنت خالى الصغيره و اللى بعد كده اصبحت عانس لفتره طويله كانت .. كان مقدس عندها كل خميس انها تدخل المطبخ تعمل سردين . فضى , مش عارف ليه فضلت عانس طول الوقت ده , أنا كنت باقعد مخصوص على الكنبه العربى جنب الباب اللى ادام اوضتها و استناها لما تغير هدومها كانت بتقلعها كلها كل يوم , جسمها كان حلو مشدود قمحى , درفتين الباب كانوا مش بيتقـفـلوا كويس كنت باحرك راسى عشان أشوف قطاع رأسى لكل جسمها
فوتوغرافيا اسلام العزازى
كتاب امكنه
الكتاب التامن صدر الشهر ده
امكنه كتاب غير دورى بيعتنى بثقافة المكان
الاصدار الجديد بيضم 36 كاتب ومصور فوتوغرافيا
بيحرر الكتاب علاء خالد وسلوى رشاد ومهاب نصر
الكتاب بيتكلم عن فكرة وبيثبتها على طول النصوص
الفكرة ال بتشغل الكتاب العدد ده عن الخيال والاساطير فى حياتنا
ضمن النصوص منشور ليا نص بأسم بيت النساء وكان له اسم تانى كعب ماما كنص بحضره انه يكون فيلم
بس
ده جزء من النص عشان الحقوق الادبيه المحفوظه للكتاب كنشر
مدخل العمارة اللى خالى كان ساكن فيها كانت ريحتها ملبن و كيك , روايح مسكرة ده لإن كان عند المدخل محل صغير بيبيع الحاجات الحلوه , كان معروف و بيتقال على طول ان ماما الوحيدة اللى كانت بتفطر من بيت خالى بس من عنده , حتى يوم اجازته مكانتش بتفـطر لأنها كانت بتحب حـلـوياته سخـنه
معموله بالملبن , حجازية , كنافة بالكريمة , كيك , قطايف
و اللى انا كنت بنطقها دايماً قطايز , كان البيت كله عند خالى بيضحكوا على نطقى للكلمة و بيفضلوا يطلبوا منى انطقها
- حتشترى ايه
اقول : قطايز
غالباً هما كانوا بياخدونى حجه عشان يسمعوا الكلمة , وقعها كان طيز , لأنى عرفت بعد كده ان ده اقرب نطق لها , بصراحة حتى لما كبرت شوية فضلت ارددها قطايز عشان يضحكوا عليها و اشبع عندهم رغبة قول الألفاظ القبيحة من خلالى.
المدخل اللى كانت ريحته مسكرة ده , كان لعمارة شكلها قديم أوى , مدخل واسع سلالم فسلالم و ترابزين , و اللى كان كان فيه أكتر من سلمة مكسورة و أكتر من حادثة موت , لجدتى , و مرات خالى , و أم سكر. مش بسببه لكن كانت واقعتهم الأخيرة عنده .
السلالم كانت مش نضيفة خالص , فيه فى الدور الأول الشقة اللى مقـسومة مع محل الحلويات , كان فيه ست عايشه فيه مع بناتها التلاته و اللى دايماً لابسين كمبليزونات على السلم , يا عينى كانو بيتعبوا أوى فى تنضيف سلالم العمارة مع بنات خالى , و برضو كانت بتبان مش نضيفة لأنهم كانو بس بينضفوا الحتت اللى فى السلالم المنحولة من رجلين الناس اللى طالعه و نازله , و كان بيتبقى سواد بلك كده على الجناب , أنا كنت بتأخر كتير على ماما و انا باجيب لها فطارها من عند عم زين العابدين .. إسمه كان حلو .. كمان الوقفه ادام السلالم و البنات بالكمبليزونات بيمسحوه كانت أحلى , وسطهم كان بيوجعهم أوى , أنا كمان قلبى بيوجعنى أوى , برغم انى عشت كتير على السلم ده إلا إنه كان شكله بيرعبنى , فيه شباك كبير أوى .. واسع فى نص السلالم بين الدور الأرضى و الأول , و كان منظر كبير للحيطان من المنور و المواسير , على العموم الفيران و السحالى و العِرس و كل الحشرات الصغيرة كانت زهقت من المرور مختفية , لأن الشباك واسع أوى و مفتوح على طول , كان سيرهم ببطء و برواقة على المواسير من خلال الشباك .. منظر طبيعى جدا للعمارة.
بيت خالى كان قديم من بيوت زمان , الأرضية خشب بنى باركيه و السقف بعيد , و الشبابيك جواها شبابيك صغيرة عشان ماتفتحهاش كلها , باب الشقة كان ريحته تراب لو للتراب ريحه , اصل الجزم و الشباشب بتتجمع و تتساب عند المدخل ادام الباب , ريحة الأوضة الكبيرة كانت بُن و معسل , كل يوم خلانى الاتنين بيسهروا على أفلام الفيديو الهندى و لعب الدومينو و الطاوله , احنا كنا بنقعد نتفرج و نشجع بحماس , اللى كان بيخسر كان بيجيب أيس كريم و بيبسى لكل الموجودين , سهر للليل كله , أنا ساعة لما كان يتبقى شوية بيره فى كوباية خالى سليمان أو قبارى كنت باخدها المطبخ و احط عليها تلات معالق سكر عشان تتشرب .
أنا كنت بقعد كتير لوحدى على الكنبه العربى جنب الباب , باب الشقة كان دايما مفتوح حتى بالليل لانهم زهقوا كتير كانوا بيخرجوا و يدخلوا .. خالى و خالى التانى كانوا بيشتغـلوا فى التحف و النجف , كان باين فى بيتهم الحاجات جميلة و منقوشة و نقوشها صغيرة أوى , أنا كنت باقدر أوى الحاجات دى أكيد الصنايعى ( الفنان ) كان بيقعد كتير ينمنم فى نقوش صغيرة . ده متعب أوى .. الاسبوع كنت باعرفه انه عدى لما اشم ريحة سردين فى الفرن .. سردين بالليمون و شرايح البطاطس و زعتر , لان بنت خالى الصغيره و اللى بعد كده اصبحت عانس لفتره طويله كانت .. كان مقدس عندها كل خميس انها تدخل المطبخ تعمل سردين . فضى , مش عارف ليه فضلت عانس طول الوقت ده , أنا كنت باقعد مخصوص على الكنبه العربى جنب الباب اللى ادام اوضتها و استناها لما تغير هدومها كانت بتقلعها كلها كل يوم , جسمها كان حلو مشدود قمحى , درفتين الباب كانوا مش بيتقـفـلوا كويس كنت باحرك راسى عشان أشوف قطاع رأسى لكل جسمها
فى مره من المرات أو فى يوم من الأيام و احنا سهرانين مع البُن و المعسل و الأيس كريم دخلت علينا مرات خالى سليمان
...........................
بلال حسنى
فبراير2006