Wednesday, November 12, 2008

صندوق خشبي اسفل الدولاب



ادركت اخيرا سر الندوب
كنت قد قررت الا التفت إلى هذه الحوادث البسيطه كل ليله فى عودتى لمنزلى المؤجر حديثا ، فكرة انك تركز اوى مع نفسك فكرة بطاله ونجسه ، اضع مفتاح الشقه فى باب الشقه كأمر طبيعى ، اركز للمرة الاولى منذ شهور فى دخول المفتاح فى الباب ، اشعر بألم طفيف لكنه ممتد ، ممتد بمعنى بيتحرك بضعف فى العصب لاخر شعيرة دمويه فيا ، انظر ، يدخل مع المفتاح صباعى بالتفاف ،بيلتوى اوى ، ثم استشعر بفتح الجلد فى الطبله ، اشده ، واعدله بألم.
البوتجاز بايظ أو لايوجد غاز أو انبوبه البوتجاز لسه مجتش من شقة العجمى ،اسخن الرنجة بالولاعه لكى ينفجر البطروخ منها ، افتح ورقة، افرشها تحت الرنجه ، كلمات،صنوف من الاحرف بالحبر الازرق تحت الرنجه ، سم ، تمازج الحبر مع لحم الرنجه قبل التناول المباشر لها ، الاحظ هذه المرة اكتر من أي مرة فاتت ، انفجار قلب الرنجه وخروج البطروخ ،سطوع عرق البطروخ، لسعة الولاعه رموشي ، تآكلت ، انكمشت للداخل ، اشم ريحة الدخان منها برؤيه ضعيفه ، انزل تانى ، صعب تحمل البيت اكتر من الجلوس فيه نص ساعه ، خصوصا لو نص ساعه متصله ،تخطرلى فى بالى ، افقد طعم الرنجه المزز اثر البوسه ال شدتها من شفايفها ، بوسه مغموسه بالتبغ ، انتشى ، أجمل ما فى ضهرها ، انك بتلمسه وف نفس اللحظه بتتخيله ، لانك قبالة عينيها ، مش ف ضهرها ، انت تلمسه وده حقيقي بس مش شايفه ،بتتخيله.
القهوه ... ببطء شديد الكرسي البلاستيك تحتيا بيتفشخ ، أو ممكن وصفه على انه بطل اغريقي تم ربط كل قدم منه فى فرس فى اتجاه معاكس ، معاكس تماما ، اشعر مع الكرسي _ومع الكرسي بس_ بتقلى ، ازدياد وزنى المستمر ، كارثه ،حاسس ان الكرسي بيتمزق، ببطء شديد كل رجل فى ناحيه ، شعور غبي بالسقوط البطيء ، اتركها قبل السقوط ، اى غواية؟! ، اى بتنجانايا لونها من الداخل رائع ومقبض ، ليكن انسحب، تنسحب
لم استمتع كثيرا حين باست كل السجاير ال ف العلبه ، كانت تفعلها بحنو بالغ ، بوسات منمنمه صغيرة ومضمومه، كأنه وداع أوالعكس تماما، ارتباط حى ممزوج بين الفلتر وشفتيها وسحبتى للسيجارة للداخل ، لفترة يوم كامل باتابع فض مولد العلبه من الداخل ، السجاير بتنقص واحده ف التانيه ، لذا لم استمتع استمتاعى الخاص بتدخينها ، بتدخين اثر بوستها ، كان شعور بالانقضاء ، يتناول البعض السجائر من علبتى دون اذنى .وقف الاله الفوقى الجميل يدخن سيجارة من علبتى اسمها امى ، تدخينا بطيئا دون مزاج ، كان للدقه تدخينا مريضا ، كنت عصبي فى التعامل حتى انتهت امى واتربي جوايا افتقاد بالغ ، اتذكر البوسات، اتمسك بها وانسحب ، اتابع بعد ذلك الكتابه المدخنه ،وتعبير الكتابه المدخنه اطلقه للتدليل على انهماكى فى شغل كتابه ،شغل كتابه مغمور وخفيف ، انها على مدار يوم تدخن كل سجائري المتباسه سلفا من شفايفها .
افتقد افتعالى فيرتد لى بسرعه فائقه،تفقد كوباية الشاى تماسكها لاتقوى على تخبية احساسها بسخونية التفل فى الشاى ، تنفلت المياه الممزوجه شاى وتخرج على اطراف الكوباية ، انها، انه، اننى اصف حالتى على اغلب الظن على فكرة ، ليكن انسحب تنسحب برغم تحايلنا الكتير اننا نفضل بس كمان خمس دقايق اكتر مع بعض ، دائما ما القاها فأجدها تضع سماعة للموسيقى فى اذنها ، اذن واحده غالبا ، مرات كتير كنت باقف تجليا خلفها، قبل ان ادخلها عليها المقهى أو القهوة ، اتصورنى لن اقطع لحنها بي، المتصل الآن فى اذنها ، اذنها اليسري على فكرة ، اركز هذه المرة ان السماعه الدائريه ذات الستان الاسود التي تدخلها فى اذنها تنجرف أكثر للداخل ، تعبر الممرات الضيقه ، يريدنى صلاح الدين فى الممر اذن سأحاربك يا صلاح الدين فى الممر ،لتكن الحرب ، تحاول السماعة ان تصل إلى داخلها رغم ضعف انغامها ، رغبه فى توصيل جمله لحنيه ، فاجئتنى مرة وقالت ان عندها الاغانى التي تتذكرنى بها ، وقالت لى ان اخمن ، علي اذن ان اسمع مزيكا لأصادفنى بتفكر فيا ،اجلس أمام الشاشه اتابع مولان روج ، ممثل ثانوى يصرخ فى ادائه لجملته الاخيره لكى ينقذ البطل من وداع غاده الكاميليا ، جملته الاخيرة، ( من الجميل ان تناضل من اجل ان تحصل على من تحب والاجمل ان تستمر مع الذي تحبه) مضحكه فى ادائها ، ادائها فقط ، اظل اشاهد موت البطله واضحك بعنف ، لا يهزنى كل هذه الميلودراما ، ليس لقسوة دفينه قامت من قبرها المظلم داخلى ، لاننى بعدما بدأت تترات النهايه وعبر صولو بيانو اكتشفت مرارة الضحك ، اتصورها تردد اسمى الآن قبل نومها ، تحتفظ بصندوق فى أسفل دولابها تجمع به ذكرياتها معى ،الاوقات ، تضع بوستر ضخم لفيلمى السابق القصير ،الجمل القصيرة التي كنت اكتبها وادفسها تحت باطها أو بين نهودها ، واوقات كانت كتوكة فى شعرها القصير ، تحتفظ بالجوراب التي اشتريناها سويا بأثر تقدمى من اجل طفلنا الأول ، الكيس الذي يحمل الجوارب ، الفكة المتبقيه بعد شراء الجوارب ، فى احد المرات كنا فى شوارع بحري نختار بيتا وهميا يجمعنا ، تصورنا انه ربما خلف الجامع ،احترنا كثيرا فى مكانه ، مررنا فى شارع ضيق يضم المنازل من ظهورها ومصانع صغيرة لصنع الورق والكرتون، قبل نهاية الشارع كان يشغلها اى شيء ممكن تحتفظ به من هنا ، من المكان ال فيه بيت نقدر نأجره قدام زمنيا ، المصانع ، البرك ، لم تجد ما تأخذه معها كتذكار لصندوقها الخشبي ، فى مروحنا الابدى عبر الميكروباص كانت تضم دراعاى فى غفله عن السائق إلى سدرها ، تضمه بحنو بالغ وافتقاد واضح ، كان صاج الميكروباص جميل على غير عادته فى عينيها ، انا من اليمين ، هي، ثم صاج ابيض رائق يفصلها عن البحر ، لابد للنزول .
اعود إلى البيت اتوقف كثيرا امام الطبله كي اضع مفتاحى فى الباب ،انظر اليه نظرة فوقيه ، والنظرات الفوقيه ليست حكرا على الاله الحميد المجيد ، انظر وانا مشغول اننى مقدم على ادخال صباعى مع طرف المفتاح لداخل الطبله
افتش عن دراعى

No comments: